إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

هل يجوز إمتحان الناس بالمشائخ أو اعتقادهم؟

الجواب:
هذه المسألة مسألة خطيرة جدًا، والناس فيها على ثلاثة مذاهب:
أحدها: النهى عن امتحان الناس مطلقًا.
والآخر: الدعوة إلى امتحان الناس مطلقًا.
والثالث: تفصيل؛ وهو أنه يُمتحن المرء إذا كان به ريبَه، أو أُريد أن يُزوج بامرأة لا يعرفه أهلها، فإنهم يمتحنوه؛ إلا إذا جاء بمن يزكيه ويشهد على أنه كفء دينًا وخلقًا.
وقد صح عن الأئمة من السلف الصالح أنهم يَمتحِنُون -يعنى في حال الفتنة- من يفدُ عليهم من الأقطاب؛ فقالوا: امتحِنوا أهل المدينة بمالك بن أنس، وأهل مصر بالليث بن سعد، وأهل الشام بالأوزاعي، وأهل الكوفة بسفيان، وأهل الموصل بالمعافى بن عمران. فإن رأى الأئمة من الوافدين عليهم حبًا لعلمائهم، وثناءً عليهم بالخير؛ قربوهم منهم وأكرموهم. وإن رأَوْ منهم ذمًا لعلمائهم وسبًا وشتمًا؛ فإنهم يبعدونهم، ولا يمكنونهم من مجالسهم.
والأصل في امتحان من يُجهَلُ حاله حتى تُعرف صلاحيته لما يُطلب منه، ما أخرجه مسلم، عن معاوية بن الحكم السُّلمي -رضي الله عنه-؛ أنه لطم جاريةً له على وجهها؛ لأن الذئب أخذ واحدة من الغنم، فغضب عليها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره الخبر فرأى أنَّ وجه النبي صلى الله عليه وسلم تغير، رأى الكراهية في وجهه لما صنع بجاريته؛ فقال: "يا رسول الله! إن علي رقبة أفلا أعتقها؟" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جئني بها أنظر أمؤمنة هي؟))، فأتى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم: ((أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: اعتقها فإنها مؤمنة)). والشاهد منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتحنها واختبرها؛ حتى عَرَف أنها مؤمنة، ثم أمر سيدها بعتقها، وهكذا من يُجهلُ حالُه فإنه يُمتحن ليُتعرف عليه، هل يصلح لما يُطلَبُ منه أو لا. نعم.




المصــــــــــدر







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق