الجواب
وبالله التوفيق :
أما مضاعفة العمل بالحسنة إلى عشر أمثالها , فهذا لابد
منه في كل عمل صالح , كما قال تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } [
سورة الأنعام : الآية 159 ] وأما المضاعفة بزيادة عن ذلك , وهي مراد
السائل , فلها أسباب , إما متعلقة بالعامل أو بالعمل نفسه أو بزمانه , أو
بمكانه , وآثاره , فمن أهم أسباب المضاعفة , إذا حقق العبد في عمله الإخلاص
للمعبود والمتابعة للرسول , فالعمل إذا كان من الأعمال المشروعة , وقصد
العبد به رضى ربه وثوابه , وحقق هذا القصد بأن يجعله هو الداعي له إلى
العمل , وهو الغاية لعمله , بأن يكون عمله صادرا عن إيمان بالله ورسوله ,
وأن يكون الداعي له لأجل أمر الشارع , وأن يكون القصد منه وجه الله ورضاه ,
كما ورد في عدة آيات وأحاديث هذا المعنى , كقوله تعالى : { إنما يتقبل
الله من المتقين } . [ سورة المائدة : الآية 27 ] أي : المتقين الله في
عملهم بتحقيق الإخلاص والمتابعة , وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من
صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) . وغيرها من النصوص , والقليل من العمل
مع الإخلاص الكامل يرجح بالكثير الذي لم يصل إلى مرتبته في قوة الإخلاص ,
ولهذا كانت الأعمال الظاهرة تتفاضل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من
الإيمان والإخلاص , ويدخل في الأعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل
الإخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة إذا تركها خالصا من قلبه
, ولم يكن لتركها من الدواعي غير الإخلاص وقصة أصحاب الغار شاهدة بذلك
,,,,.
للاستزادة كتاب الفتاوى السعدية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق