إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

حكم قول : "الإمام علي كرم الله وجهه"!


قال المُحَدّث العلامة الألباني:
( ... و لذلك الجفر المنسوب لعلي – رضي الله عنه - ، و كدت أن أقع في خطأ مشهور يقع فيه غيري! ، كدت أن أقول : الجفر المنسوب إلى "الإمام علي" ! ، فحبست نفسي ، وحفظت لساني ! ، فلم أقل : "الإمام" علي ، لا لأنه ليس إماما ، لا ، هو من أئمة المسلمين بلا شك ، و لكن العرف خصه بهذه اللفظة : "الإمام" ، أي عرف؟! آلعرف السني أم العرف البدعي ؟ نعم هو العرف الشيعي ! ، هم الذين سحبوا هذا اللقب ، و خصوه بعلي –رضي الله عنه – تعصبا منهم له ، و على الخلفاء الراشدين الأولين أبي أبي بكر و عمر وعثمان ، و لذلك فمن الخطأ أن نذكر عليا بلفظة: "الإمام" دون بقية الخلفاء الراشدين ، فإذا قلنا :"الإمام" أبو بكر ، حينئذ جاز لنا أن نقول : "الإمام" علي.
لكن أنا أذكركم ، هل سمعتم يوما ما عالما من أهل السنة –أما الشيعة فلا نسأل عنهم لأنهم أعداء الإمامين الشيخين أبي بكر و عمر ، لكن هل سمعتم يوما عالما من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة يقولون:
"قال الإمام أبو بكر"؟ الحواب : لا ،؛ و لكن سمعتم مثلي ، و كدتم أن تسمعوا مني : "الإمام علي" ! لماذا ؟!
هذه الغفلة ! التي تسيطر على الناس ، و التقليد الذي ران على قلوب كثير من الناس المسلمين ، فضلا عن غيرهم ، يقولون : " قال الإمام علي" - رضي الله عنه - ، على الرأس و العين ، هو إمامنا بلا شك ، و لكن لماذا خصصتم عليا بالإمامة ؟ لأنه الإمام عند الشيعة ، و لأنهم يزعمون – ضغثا على إبّالة – أن الخلافة كانت له !! بوصية رسول الله – زعموا!- له! ، ثم صادرها منه أبو بكر! و عمر ! و عثمان ! ، طيلة هذه القرون الفاضلة !! و هو لم يستطع أن يأتي ساكنا ! لماذا ؟! لأنهم زعموا أنه رأى المصلحة في ذلك! ما يطالب بحقه الذي أعطاه الرسول – عليه السلام - ، و في حجة الوداع زعموا!!.
إذن هذا تعبير شيعي ، فيجب أن تحفظوا ألسنتكم منه ؛ و مثله أيضا قولهم :
"علي كرم الله وجهه"! ، أيضا خصصوا عليا بهذا التكريم .
نحن نقول : "علي كرم الله وجهه" لا شك ، لكن لماذا خصصنا عليا دون أبي بكر و عمر و عثمان ؟!!
نقول لكم –كما قلنا آنفا- :
لقد سمعتم الشيعة يقولون :
"الإمام علي كرم الله وجهه" ، لكن ما سمعتم منهم من يقول في أبي بكر و البقية : "الإمام أبو بكر" ، كذلك ما قالوا ، و لن يقولوا! : "أبو بكر كرم الله وجهه" إلى آخره.
لكن ألم تسمعوا كثيرا من مشايخ المسلمين يقولون :
"قال علي كرم الله وجهه"؟!! نعم ، الأخرى كالأولى تماما ، و الأخرى كالأولى تماما!! أعني:
الأخرى كالأولى تماما من حيث استعمالهم ، و الأخرى كالأولى تماما من حيث عدم جواز تخصيص الأولى كالأخرى لعلي دون الأولين من الخلفاء الراشدين .
لذلك ينبغي لنا أن نحفظ ألسنتنا من أن نقول :
"قال عليٌّ كرم الله وجهه" وحده ، أو " قال الإمام عليٌّ" وحده.
إن كان و لابد ، أعطينا لبقية الخلفاء ما نعطيه له من الوصف ، و هو وصف يصدق عليهم جميعا ، لكي لا نفرق بين أحد منهم ، لا شك أنّ هذه آية جاءت في الأنبياء و المرسلين : { لا نفرق بين أحد من رسله }
، و لكنّ أتباع الرسل ينبغي أن نسلك فيهم السبيل الذي نسلكه مع الرسل ، فهؤلاء جمعهم الرسول –عليه السلام- في بوتقة واحدة – كما يقولون- في عبارة واحدة ، في جملة واحدة ، حيث قال:
(عليكم بسنتي ، و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) ، و قال :
( النبي في الجنة ، و أبو بكر في الجنة ، و عمر في الجنة ، و عثمان في الجنة ، و علي في الجنة ...) إلى آخر العشرة المبشرين بالجنة ، فإذن لا نفرق بين أحد منهم )اهـ.
شريط(313) من "سلسلة الهدى و النور".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق