إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

من السُّنن عند اللِّقاء والافتِراق:


قراءة سورة العصر - التَّسليم
عن أبي مدينة الدارمي - رضي الله عنه - قال : ( كان الرَّجلان مِن أصحابِ النَّبيِّ - صلى اللهُ عليهِ وسلَّم - إذا التَقَيا لم يَفْتَرِقا حتى يقرأَ أحدُهُما على الآخر : { وَالْعَصْرِ - إنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْر } ، ثُمَّ يُسلِّم أحدُهما على الآخَرِ ) . [صحيح ، " الصحيحة " برقم (2648)] .

قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
وفي هذا الحديث فائدتان مما جرى عليه عملُ سلفِنا - رضي الله عنهم جميعًا- :


إحداهما : التسليم عند الافتراق ، وقد جاء النص بذلك صريحاً من قوله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، وإذا أراد أن يقوم فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة " .

وهو حديث صحيح مخرج في المجلد الأول من هذه " السلسلة " برقم (183) ، وهو في " صحيح الأدب المفرد " برقم (773/986) وقد صدر حديثا ، وفي " صحيح زوائد ابن حبان " ( .../ 1931) وهو تحت الطبع .

وفي معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء السلام ، وقد تقدم بعضها برقم (184 و 569 و 1493) .

والأخرى : نستفيدها من الْتِزام الصحابة لها وهي قراءة سورة العصر؛ لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس عن أن يُحْدِثُوا في الدِّين عبادةً يتقربون بها إلى الله ، إلا أن يكون ذلك بتوقيفٍ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قولًا ، أو فعلًا أو تقريرًا .

ولِمَ لَا ، وقد أثنى اللهُ - تبارك وتعالى - عليهم أحسنَ الثناء ، فقال : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرينَ وَالْأنْصَار وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بإحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْري تَحْتَهَا الْأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .

وقال ابن مسعود والحسن البصري : " مَن كَان منكم مُتأسِّيا فلْيتأسَّ بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فإنهم كانوا أبرَّ هذه الأمةِ قلوبًا ، وأعمقَها عِلمًا ، وأقلَّها تكَلُّفًا ، وأقومَها هَدْيًا ، وأحسنَها حالا ، قومًا اختارهم اللهُ لصحبةِ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ، وإقامةِ دينه ، فاعْرِفوا لهم فضلَهم ، واتَّبِعوهُم فِي آثارهِم ، فإنهم كانوا على الهُدى المستقيم " . [الصحيحة (6/1) برقم 2648].



ــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق