إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

حق غير المسلمين

غير المسلمين يشمل جميع الكافرين وهم أصناف أربعة : 
حربيون ومستأمِنون ـ بكسر الميم ـ ومعاهدون وذميون .
        فأما الحربيون 
 فليس لهم علينا حق من حماية أو رعاية
 وأما المستأمنون
  فلهم علينا حق الحماية في الوقت والمكان المحددين لتأمينهم لقول الله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) (التوبة:6) الآية .
        وأما المعاهدون
  فلهم علينا الوفاء بعهدهم إلى المدة التي جرى الاتفاق عليها بيننا وبينهم ما داموا مستقيمين لنا على العهد لم ينقصونا شيئا ولم يعينوا أحدا علينا ولم يطعنوا في ديننا لقول الله تعالى : (إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:4) ، وقوله : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ) (التوبة:12) الآية .
        وأما الذميون 
 فهم أكثر هؤلاء الأصناف حقوقا ً فيما لهم وعليهم ، وذلك لأنهم يعيشون في بلاد المسلمين وتحت حمايتهم ورعايتهم بالجزية التي يبذلونها .
فيجب على ولي أمر المسلمين  أن يحكم فيهم بحكم الإسلام في النفس والمال والعرض ، وأن يقيم الحدود عليهم فيما يعتقدون تحريمه ، ويجب عليه حمايتهم وكف الأذى عنهم .
        ويحب أن يتميزوا عن المسلمين في اللباس ، وألا يظهروا شيئا منكرا في الإسلام أو شيئاً من شعائر دينهم كالناقوس  والصليب ، وأحكام أهل الذمة موجودة في كتب أهل العلم لا نطيل بها هنا .
        والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى  آله وصحبه أجمعين

محمد الصالح العثيمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق