إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

حق الجيران



الجار هو : القريب منك في المنزل وله حق كبير عليك فإن كان قريبا منك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق : حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام ، وإن كان مسلما وليس بقريب في النسب فله حقان ، حق الجوار وحق الإسلام ، وكذلك إن كان قريبا وليس بمسلم فله حقان : حق الجوار وحق القرابة ، وأن كان بعيدا غير مسلم فله حق واحد حق الجوار قال تعالى : ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ) (النساء: الآية36) الآية. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) متفق عليه (27). فمن حقوق الجار على جاره : إن يحسن إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير الجيران عنه الله خيرهم لجاره ) (28) .وقال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ) (29) . وقال أيضاً : ( إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) (30) .
        ومن الإحسان إلى الجار تقديم
الهدايا إليه في المناسبات فإن الهدية تجلب المودة وتزيل العداوة .
ومن حقوق الجار  على جاره : أن يكف عنه الأذى القولي والفعلي ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن فقالوا من يا رسول الله ؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه) (31). وفي رواية: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)(32) والبوائق الشرور فمن لا يأمن جاره شره فليس بمؤمن ولا يدخل الجنة .
        وكثير من الناس الآن لا يهتمون بحق الجوار ولا يأمن جيرانهم من شرورهم ، فتراهم دائما نزاع معهم وشقاق واعتداء على الحقوق وإيذاء بالقول أو بالفعل وكل هذا مخالف لما أمر الله ورسوله ، وموجب لتفكك المسلمين وتباعد قلوبهم وإسقاط بعضهم حرمة بعض.



(27)  أخرجه البخاري كتاب الأدب باب الوصاة بالجار (6014- 6015) ومسلم كتاب البر والصلة والآداب باب الوصية بالجار والإحسان إليه (2624-2625) .


(28)  أخرجه الترمذى كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في حق الجوار (1944)  وأحمد ( 2/167) وعبد بن عبد الحميد ( 342) والبخاري في الأدب المفرد (115) وابن خزيمة (2539) وقال الترمذي حديث حسن غريب وصححه الألباني  في صحيح الجامع (رقم 3270) .


(29)  أخرجه البخاري كتاب الأدب باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره (6019) ومسلم كتاب الإيمان باب الحث على إكرام الجار والضيف  ولزوم الصمت (48) .


(30)  أخرجه مسلم كتاب البر والصلة والآداب باب الوصية بالجار والإحسان إليه (2625) (142) .


(31)  أخرجه البخاري  كتاب الأدب باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه (6016).


(32)  أخرجه مسلم كتاب الإيمان ، باب تحريم إيذاء الجار (46)
.http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17007.shtml

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق