إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

فرق هذه الأمة :


فرق هذه الأمة ثلاث وسبعون فرقة ، والناجي منها من كان على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم  وأصحابه،وكلها في النار إلا الناجية لقوله صلى الله عليه وسلم:( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعون فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ) ([26]) .
أهل السنة والجماعة وسط بين فرق الأمة :   
أهل السنة والجماعة وسط بين فرق الأمة في أصول خمسة :
الأول :
أسماء الله وصفاته ، فأهل السنة وسط فيها بين أهل التعطيل وأهل التشبيه ، لأن أهل التعطيل ينكرون صفات الله ، وأهل التشبيه يثبتونها مع التشبيه ، وأهل السنة والجماعة يثبتونها بلا تشبيه .
الثاني : القضاء والقدر : الذي عبر عنه المؤلف بأفعال الله ، فأهل السنة وسط فيه بين الجبرية والقدرية ؛ لأن الجبرية يثبتون قضاء الله في أفعال العبد ويقولون : إنه مجبر لا قدرة له ولا اختيار. والقدرية ينكرون قضاء الله في أفعال العبد ، ويقولون : أن العبد قادر مختار لا يتعلق فعله بقضاء الله ، وأهل السنة يثبتون قضاء الله في أفعال العبد ويقولون: إن له قدرة واختياراً أودعهما الله فيه متعلقين بقضاء الله .
الثالث: الوعيد بالعذاب ، فأهل السنة وسط فيه بين الوعيدية وبين المرجئة ؛ لأن الوعيدية يقولون : فاعل الكبيرة مخلد في النار ؛ والمرجئة يقولون : لا يدخل النار ولا يستحق ذلك ، وأهل السنة يقولون : مستحق لدخول النار دون الخلود فيها.
الرابع : أسماء الإيمان والدين : فأهل السنة وسط فيه بين المرجئة من جهة وبين المعتزلة والحرورية من جهة ؛ لأن المرجئة يسمون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الإيمان ، والمعتزلة والحرورية يسمونه غير مؤمن ، لكن المعتزلة يقولون : لا مؤمن ولا كافر في منزلة بين منزلتين ، والحرورية يقولون : إنه كافر ، وأهل السنة يقولون : إنه مؤمن ناقص الإيمان ، أو مؤمن بأيمانه فاسق بكبيرته .
الخامس:أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  فأهل السنة وسط فيه بين الروافض والخوارج ؛ لأن الروافض بالغوا في حبِّ آل النبي صلى الله عليه وسلم  وغلوا فيهم حتى أنزلوهم فوق منزلتهم ، والخوارج يبغضونهم ويسبونهم ، وأهل السنة يحبون الصحابة جميعهم ، وينزلون كل واحد منزلته التي يستحقها من غير غلو ولا تقصير .
 http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16867.shtml

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق