وهل يكون الخلاف في كل مسألة أم له مواضع معينة؟
نرجو بيان ذلك؟
فأجاب فضيلته بقوله: أولاً اعلم أن خلاف
علماء الأمة الإسلامية إذا كان صادراً عن اجتهاد فإنه لا يضر من لم يوفق
للصواب ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب
فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد"(69)
. ولكن من تبين له الحق وجب عليه اتباعه بكل حال، والاختلاف الذي يقع بين
علماء الأمة الإسلامية لا يجوز أن يكون سبباً لاختلاف القلوب؛ لأن اختلاف
القلوب يحصل فيه مفاسد عظيمة كبيرة كما قال تعالى)وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(الأنفال:46)
والخلاف
المعتبر بين العلماء والذي ينقل ويذكر هو الخلاف الذي له حظ من النظر، أما
خلاف العامة الذين لا يفهمون ولا يفقهون فلا عبرة به ولهذا يجب على العامي
أن يرجع إلى أهل العلم كما قال الله تعالى:(فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون) (النحل ، الآية: 43) .
وأما قول السائل: هل يكون الخلاف في كل مسألة؟
فالجواب
أن الخلاف قد يكون في بعض المسائل التي يختلف فيها الاجتهاد أو يكون بعض
الناس أعلم من بعض في الاطلاع على نصوص الكتاب والسنة، أما المسائل الأصلية
فإنها يقل فيها الخلاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق