إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

ألاّ يمشي المُؤمِن بين قبور المُسلمينَ في نعلـــيْه


وذلك لحديث بشير ابن الخصاصية - رضي الله عنه - قال : (بينما أماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [آخذاً بيده] فقال : يا ابن الخصاصية ما [أصبَحتَ] تنقـُم على الله ؟ (1) أصبحت تماشي رسول الله [قال : أحسبه قال : آخذاً بيده ] فقلت : [يا رسول الله بأبي أنت وأمي] ما [أصبحتُ] أنقم على الله شيئا كل خير فعلَ بي الله، فأتى على قبور المشركين فقال : لقد سبق هؤلاء بخير كثير [وفي رواية : خيرا كثيرا] ثلاث مرات. ثم أتى على قبور المسلمين فقال : لقد أدرك هؤلاء خيراً كثيراً ثلاث مرات .

فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرة فإذا هو برجل يمشي بين القبور عليه نعلان فقال :
 يا صاحبَ السّبتيتينِ وَيْحَكَ ألقِ سبتيتيك، فنظرَ فلمّا عرَفَ الرجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلعَ نعليهِ فرَمى بهما).

أخرجه أبو داود
(2/72) والنسائي (1/288) وابن ماجة (1/474) وابن ابي شيبة (4/170) والحاكم (1/373) والسياق له، ومن طريقه البيهقي (4/80) والطيالسي (1123) وأحمد (5/83،83،84،224)والزيادات له والطبراني (2/42/123).
والثانية للبيهقي وليست في " المُستدرك" وروى الطحاوي(1/293) منه قصة الرجل صاحب السبتيّتين وقال الحاكم : "صحيح الإسناد"
ووافقه الذهبي، وأقرّه الحافظ في "الفتح"(3/160) وروى ابن ماجة عن عبدالله بن عثمان وهو البصري صاحب شعبة أنه قال : " حديث جيد ".
ونقلَ ابن القيّم في تهذيب السنن (4/343) عن الإمام أحمد، وقال النووي في المجموع: (5/412) إسناده حسن.
واحتجّ به ابن حزم (5/142،143)على أنه لا يُدفن مُسلمٌ مع مُشرك، وفي مكان آخر احتجّ به على تحريم المشي بالنعال بين القبور]. انظر : [أحكام الجنائز وبدعها ص 172 – 173] ....
وفي [أحكام الجنائز وبدعها ص 252 – 253] قال الحافظ في "الفتح"(3/160) : والحديث يدل على كراهَة المشي بين القبور بالنعال، وأغرب ابن حزم فقال يحرم المشي بين القبور بالنعال السبتية دون غيرها! وهو جمود شديد.

وأما قول الخطابي :
يشبه أن يكون النهي عنهما لما فيهما من الخيلاء، فإنه متعقب بأن ابن عمر كان يلبس النعال السبتية، ويقول : إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم – كان يلبسها وهو " حديث صحيح ".
وقال الطحاوي :
يُحْمَلُ نَهْيُ الرّجُلِِ المذكورعلى أنهُ كانَ في نَعْلَيْهِ قَذر، فقد كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلي في نَعليه ما لَمْ يَرَ فيهما أذى".
قلت : والقولُ لشيخنا الألباني – رحمهُ اللهُ تعالى - :
[ وهذا الإحتمالُ بعيد، بل جَزمَ ابنُ حَزْمِ (5/137) ببطلانه وأنه من التقوّل على الله ! والأقرب أن النهْيَ مِن باب احترام الموتى، فهو كالنهي عن الجلوس على القبر، الآتي في المسألة (128 فقرة 6).
وعليه فلا فرق بين النعلين السبتيتين وغيرهما من النـّعالِ التي عليها شعر، إذ الكُل في مثابةٍ واحدةٍ في المَشيِ فيها بين القبور ومنافاتها لاحترامها.
وقد شرح ذلك ابن القيّم في تهذيب السنن (4/343- 345)ونقل عن الإمام أحمد أنه قال : "حديث بشير إسناده جيّد أذهَبُ إليهِ إلا مِن عِلّة ".
وقد ثبَتَ أن الإمام أحمد كان يعملُ بهذا الحديث، فقال أبو داود في "مسائله" (ص 158) :
رأيتُ أحمد إذا تبعَ الجنازةَ فقربَ مِنَ المَقابرِ خلعَ نَعليْه " وكذا في "العلل" (3091)- طبع بيروت).

فَرَحِمَهُ الله، ما كان أتبَعَهُ للسّنَة ! ].

انتهى قول شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى -. انظر : [أحكام الجنائز وبدعها ص 252 – 253].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق